السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جرى بين الرشيد و زوجته كلام، فقال هارون: أنت طالق إن لم لم أكن من أهل الجنة، ثم ندم فجمع الفقهاء، فاختلفوا، فكتب إلى البلدان فاستحضرعلماءها إليه، فلما اجتمعوا جلس لهم فسألهم فاختلفوا، وبقي شيخ لم يتكلم و كان في آخر المجلس -وهو الليث بن سعد- فسأله ، فقال:إذا أخلى أمير المؤمنين مجلسه كلمته.
فصرفهم فقال: يدنيني أمير المؤمنين، فأدناه، قال : أتكلم على الأمان؟قال : نعم. فأمر بإحضار مصحف، فأحضر، فقال : تصفحه يا أمير المؤمنين حتى تصل إلى سورة الرحمن فقرأها، ففعل.
فلما انتهى إلى قوله تعالى:"ولمن خاف مقام ربه جنتان"(الرحمن 46).
قال : أمسك يا أمير المؤمنين، قل : و الله.
فاشتد ذلك على على هارون.
فقال: يا أمير المؤمنين الشرط أملك .
فقال : والله .... حتى فرغ من اليمين.
قال قل إني أخاف مقام ربي .فقال ذلك .
فقال الشيخ : يا أمير المؤمنين، فهي جنتان و ليست بجنة واحدة.
قال : فسمعنا التصفيق و الفرح من وراء الستر.
فقال له الرشيد : أحسنت ، و أمر له بالجوائز .و أمر له بإقطاع الجيزية، و لا يتصرف أحد بمصر
إلا بأمره و صرفه مكرما .