1-الأسرة مهد الطفولة المبكرة:
على الرغم من كثرة الوسائط التعليمية و تنوعها يبقى للأسرة دورها الأساس في
تربية أطفالها و تعليمهم.
فهي البيئة الأولى التي تحتضن الطفل ، و تقوم على رعايته ، و تؤثر في توجيهه
.
و هي المسؤولة عن بناء النسيج لشخصية أطفالها خلال سنوات طفولتهم المبكرة.
و قد أشارت الدراسات إلى أهمية السنوات الأولى من عمر الطفل ، فهي التي ترسم
ملامح شخصيته المستقبلية.
و يتمثل دور الأسرة في تهيئة البيئة الصالحة لنمو شخصية أبنائها ، بما تمنحهم
من الدفء العاطفي و الشعور بالأمن و الطمأنينة . و للأسرة دورها في حفز
الأبناء و تشجيعهم بالكلمة الطيبة ، و التوجيه السديد . و الأسرة الواعية
تعمل على بناء الثقة في نفوس أبنائها ، و إثارة التفكير العلمي لديهم بحرية
عن طريق : الحوار ، و المحادثة ، و محاكمة الأمور و الإقناع . و تدربهم على:
الاعتماد على النفس ، و تحمل المسؤولية و مواجهة الأمور الصعبة ، و تحمل
المشاقّ و الصبر عليها ، و على الطريقة السليمة في حل المشكلات .
و تعودهم التعلّم الذاتي عن طريق: البحث و الاستكشاف و التجربة و الملاحظة و
التدريب . و تعلمهم التخطيط لأهدافهم و مراجعة أعمالهم .
كل ذلك بما يناسب الخصائص النمائية لمراحلهم العمرية.
كما تقوم الأسرة بدور بناء الاتجاهات الإيجابية ، و المشاعر النبيلة لدى
أطفالها , من نحو : احترام الكبير , و العطف على الفقراء ، و مساعدة
المحتاجين.
و للأسرة دورها في غرس القيم و المبادئ الإيمانية و الأخلاقية في نفوس
أطفالها ، و في تعليمهم أنماطاً من السلوك الصحيح كسلوك:التغذية ، و
العناية بالنظافة ، و الصحة ، و المحافظة على البيئة , و ترشيد الاستهلاك ، و
الاتصال الاجتماعي ، و ممارسة الحرية في إطار المحافظة على حقوق الغير ، و
نحو ذلك.
و على الأهل أن يحذروا ضرب الأطفال و تعنيفهم , و لومهم , و التأنيب المستمر
لهم , لما يُحدث ذلك عندهم من الشعور المَرَضي بالذنب و الخوف و العجز و
الإحباط , و هذا يؤدي بالتالي إلى هدم شخصيتهم الاجتماعية , و ضعف القدرة
عندهم على تحمل المسؤولية , و اتخاذ القرار , و الانسحاب من المجتمع ، و
الانطواء و الخجل. و كذلك فإن الحرمان الذي يعيشه بعض الأطفال يترك آثاراَ
نفسية خطيرة على شخصيتهم يجب الحذر منه.
و يعكس مستوى الأسرة الديني و الأخلاقي و النفسي و العلمي و الاجتماعي و
الاقتصادي آثاره في نفوس الأبناء . كما أن التوافق المزاجي بين الأبوين له
تأثيره المزاجي في نفوسهم و بالعكس.
و يعتبر الوالدان القدوة الصالحة و المثل الأعلى لأبنائهم ، يتأثرون بأفعاله
أكثر من أقوالهم ، لأن القدوة تعمل ما لا تعمل الكلمة ، وهي أبلغ و أصدق عند
المتأسي من الكلمة.
و تخلي الوالدين أو أحدهما عن دوره التربوي بسبب إنشغالهما أو إهمالهما يتسبب
عنه آثار سلبية و تشوهات تربوية خطيرة ابتداءً من ضعف مكانة الوالدين و
احترامهما في نفوس الأبناء ، و نتهاء بانحراف الأبناء و ضياع مستقبلهم.
و تستطيع الأسرة نقل ما تريد تعليمه للأطفال –غالباً-عن طريق اللعب الموجَّه
، فهو فضلاً عن كونه متعة لهم و ترويحاً لنفوسهم ، يساعد في توجيههم و نمو
مداركهم و رفع مستوى خبراتهم . و كذلك بأن تضع بين أيديهم مكتبة و تعودهم
القراءة المبكرة ، و أن تقوم بتدريبهم عملياً لا أن تتعلم عنهم ، و أن
تترك لهم هامشاً من الحرية ، يفكرون و يعملون بأنفسهم ، فالمزيد من الحرية
لأبنائنا يعني المزيد من التفوق و الإبداع عندهم.
و بوجه عام يمكننا القول بأن الأطفال يتأثرون بثقافة الأسرة التربوية و
مستواها و مدى اهتمامها.
و لعل أبسط معادلة تربوية تحقق للأسرة نجاحاً تربوياً يمكن صياغتها بالتالي :
[ملاحظة+توجيه+متابعة=تربية] .
فإذا كانت الأسرة دائمة الملاحظة و الإشراف على سلوك أبنائها فإنها سترقب من
تصرفاتهم إصابات و أخطاء ، فإذا أعقب الأخطاء توجيه سديد للأبناء مع المتابعة
الدائمة ،فإن الأسرة ستحصد بعون الله تعالى آثاراً تربوية طيبة. 2-الشراكة التكاملية بين الأسرة و المدرسة:
تعد الأسرة شقيقة المدرسة، فهي تشكل معها شراكة تكامليّة إذا قامت على الوجه
الأكمل أنتجت تربية و تعليماً أكثر فاعلية.
و تعتبر مشاركة الأسرة للمدرسة أمرً لازماً لتدعيم وظيفتها و تحقيق أهدافها و
ينبغي أن تقوم العلاقة بين الأسرة و المدرسة على أساس من التفاهم و التعاون
بهدف الارتقاء بمستوى الأبناء التعليمي و التربوي و لا يتم هذا إلا بوعي
الأسرة بمسؤولياتها تجاه العملية التعليمية التربوية.
و يتمثل هذا الوعي في نقاط من أبرزها:
1-أن تكون الأسرة على دراية بما تقوم به المدرسة و ما تقدمه من تعليم و رعاية
لأبنائها حتى تكون عوناً لها في تحقيق أهدافها.
و لا يتحقق هذا إلا من خلال زيارة الأولياء للمدرسة، و اتصالهم الدائم بها
للتعرف على وضع ابنهم،و استجابتهم لحضور مجالس الآباء و برامج الأنشطة
الثقافية التي تقام في المدرسة. 2-إدراك الأسرة لقيمة العلم ، و أهميته لأبنائهم لتحرض الأسرة بعد ذلك على
مساندة المدرسة في تحقيق برنامجها بجدية و اهتمام.
و الأسئلة الأكثر إلحاحاً للأسرة في هذا الشأن و التي تحتاج إلى إجابات صادقة
هي:لماذا يتعلم أبناؤنا؟ و أي نوع من التعليم نريده لهم؟ 3-الإشراف على سلوك الأبناء في البيت و خارجه.
4-متابعة كراسة الواجبات بشكل منتظم.
5-الاهتمام بملاحظات الإدارة و المعلمين.
6-متابعة واجبات أبنائهم و دراستهم في البيت.
7-إثارة دافعية التعلم عند أبنائهم.
8-تعزيز ماتعلمه الابن في المدرسة ، من الأخلاق ، من خلال ملاحظة سلوكه
اليومي و غير ذلك.
3-دور الأسرة و المدرسة في حل مشكلة لتحصيل الدراسي:
هناك مجموعة من العوامل تساعد الأهل و المدرسة على حل مشكلة التأخر الدراسي
عند الأبناء.
و لعل من أهمها :
1-إحساس الأهل بمسؤوليتهم مع المدرسة في تحمل المسؤولية على أن المدرسة لا
يقع على عاتقها وحدها مسؤولية تقصير الطلاب بل المسؤولية مشتركة بين البيت و
المدرسة و الطالب.
و هذا الإحساس يساعد على بناء التفاهم لإدراك المشكلة،و الوقوف على أبعادها و
التعاون لأجل حلها. 2-وعي المشكلة:
الوعي بالمشكلة جزء الحل، و من هنا لا يكفي أن يحاط الأهل بضعف ابنهم بل
يجب
أيضاً أن يعي الأهل لماذا هو ضعيف؟ و ما هي الأسباب ؟ و ما الحلول
المجدية للتخلص من المشكلة؟
فليست مهمة المدرسة هي توصيل الأحكام عن الطلاب لأسرهم و يقتصر دورها على
الإخبار و إصدار الأحكام بل المدرسة شريك في المشكلة و الحل، تعرض المشكلة
بأسبابها ، و توجه و ترشد إلى الحلول، و لا بد أن يكون عرض المدرسة صادقاً ،
بأدب و حكمة بعيداً عن لغة المجاملة و إضعاف الحق ، كما على الأهل أن يتّسع
صدرهم لسماع الحقيقة و تقبلها.
و يجب أن يقوم حوار هادف بين الشريكين ، كل منهما يصغي للآخر ، و يستمع
لمرئياته و توصياته باهتمام و احترام لرصد الأسباب و بناء الحلول. 3-إرادة قوية ، و رغبة صادقة و عمل جاد على التغيير و التحسين من كلا
الشريكين.
و أخيراً يجب أن نعلم أنه لا إصلاح مع غياب تعاون الأسرة مع المدرسة فهي
اللبنة الأساس في العملية التربوية