حب الذات

إن كل من هم على وجه الأرض من البشرية ( يحبون ) و ( يعشقون )

نحنُ قومٌ نحب ديننا .. مع الأخذ في الإعتبار إختلاف الأديان

كلنا نحب وطننا حتى لو ولدنا وعشنا خارجاً عنه

نحب والدينا اللذان يضحيان من أجلنا .. ويتفانيان في العطاء والحنان

نحب إخوتنا ونضحي من أجلهم .. ويضحون مِن أجلنا

نحب أصدقاءنا الذي نقضي معهم أيام الشقاوة والذكريات

نعم كلنا نحب .. ولو تباين عطاؤنا

أو لمن سيؤل هذا (الحب) أوحتى إختلفت طرق التعبير عن هذا ( الحب )

لكن هناك مالا يمكن تجاهله ! هناك نوع خاص من ( الحب ) قد لايدركه أشخاص كثيرون

ويخفي عنهم تأثيره في حياتهم

( إنهُ حب الذات )

قد يستغرب من يقرأ كلماتي .. فيفهمني خطأ .. فهذهِ ليست دعوى

للأنانية

فهناك فرق بين حب ( الذات ) .. والأنانية

فالأنانية هي ( إفراط ) في حب ( الذات ) بحيث لايمكن للشخص بعدها

أن يحب شيئاً إلا لنفسه

وبذالك سيلغي العالم الخارجي .. ولايسمع إلا صوته وصوت مصالحه

ورغباته ..

وقد يقل حب ( الذات ) عن الحد المطلوب .. فلا يعرف الشخص مايريد

ومن هو .. ويلغي ملامح شخصيته الخاصة

ويصبح للعالم الخارجي كله دور وأهمية .. إلا لنفسه

فهي خارج نطاق الأهتمام عنده

وفي هذهِ الحالة يرى الشخص فيها أنه ليس ذا أهمية

وإن رأيه تافه ويعيش أسيراً ( للدونية )

لذالك ..

كان حب ( الذات ) نوعاً خاصاً .. من ( الحب ) يصعب الموازنة فيه .

( حب الذات )

ينبع من القناعة والرضا بكل مالديكَ .. وأن تعترف إلى نفسكَ

التي تنمو في داخلك منذ إن دخلت هذهِ الدنيا بصرخاتك الأولى

أن تتابع نفسك منذ خطواتها الأولى في هذهِ الحياة

أن تفهمها .. وإن توازن بينها

وبين حاجاتها وبين حاجات الأخرين ومصالحهم

( حب الذات )

هو الذي يولد حالة الإستقرار لدى الإنسان

ويجعله يكتشف نقاط الإبداع في نفسه ويبقى محط إهتمام

وحب الأخرين

وهو بذالك يجمع بين نفسه .. والعالم الخارجي بتوازن وعدل

أما الخطوة الأهم في حب ( الذات ) لنكون على الطريق الصحيح

بأن نفسح الطريق لمشاعرنا بثقة وإعتزاز ..!

ومن دون خجل من البوح بها .. والموازنة بين المشاعر والأفكار

أي نتعامل مع مشاعرنا برقــّـة وبلطف

دون كبت أوغضب

إن مشاعرنا حقيقية .. تكمن في داخلنا .. ولايصح تجاهلها

إنتبهوا .. لأن كبت المشاعر .. لابد أن يؤدي يوماً إلى ( الإنفجار )

شبّاناً كنتم .. أم صبايا

لايهم ذالك كثيراً .. لأن الله تعالى خلق كلا الجنسين ( بعقل وقلب )

وكما إننا نحترم عقولنا

علينا أيضاً أن نحترم مشاعرنا الجيـّـاشة

وأن نأخذ بأيدي مشاعرنا لنضعها على الطريق السليم

وسيساعدنا بذالك ( العقل ) الذي وهبنا الله إياه

ليميزنا عن باقي المخلوقات

والأن .. وبعد كل ماذكرت

حان الوقت لنعرف ( ذواتنا ) ونحبها

فماذا ننتظر؟

فلنبدأ برحلة البحث في ( أعماقِنا ) .. ولن نندم

بإكتشاف صديق جديد وحميم جداً

هو (( أنتَ ))

امين
شكرا اختي الكريمة